بعد مرور أكثر من عشر سنوات على انتفاضة عام ٢٠١١، استؤنفت الثورة في جنوب سوريا. وكما هو الحال في عام ٢٠١١، فإن وسائل الإعلام الرئيسية لا تتحدث كثيرًا عن ذلك، كما لو أن الانتفاضات الشعبية في هذه المنطقة لم تكن ذات أهمية إلا إذا تزامنت مع مصالح الدول التي تعمل على تقسيم الشرق الأوسط منذ اتفاقيات سايكس بيكو عام ١٩١٦.

هذه المرة، بدأت الثورة في السويداء، محافظة الدروز، في منتصف أغسطس/آب، وانتشرت بشكٍل متواضع إلى مدن أخرى، ولا سيما في محافظة درعا المجاورة.

يقدم هذا النص سياقًا حول سوريا بشكل عام والسويداء بشكل خاص. تمت كتابته من قبل أشخاص ينتمون للمنطقة ويشعرون بالقلق إزاء الوضع هناك، ويأملون في التوصل أخيراً إلى حلّ للشعب، وهو حلّ لا يتمثل في مجرد اختيار مضطهديهم. لا تستطيع أيّة قوة أجنبية أن تقترح حلاً قابلاً للتطبيق ومرضياً للسوريين، بعد أن كانت أرضهم بمثابة ملعب دموي لكل القوى التي تدخلت في شؤونهم.

الاستثناء الدّرزي

الدروز هم طائفة دينية مرتبطة بمعتقد غير تقليدي في الإسلام الشيعي الإسماعيلي، والذي نشأ في مصر بتشجيع من الإمام حمزة بن علي بن أحمد والوزير نشتكين الدرزي في أوائل القرن الحادي عشر. يتخذ الدين الدرزي، مثل الصوفية، نهجًا فلسفيًا وتوفيقيًا في الإيمان، ولا يعترف بالمبادئ الصارمة ولا بأنبياء الإسلام، علمًا أن الدروز يفضلون أن يطلقوا على أنفسهم اسم “الموحدين”. وعلى الرغم من انتشار هذا المعتقد إلى القاهرة في عهد الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، الذي كان الدروز يقدسونه، إلا أنهم تعرضوا سريعًا للاضطهاد من قبل بقية المجتمع المسلم بعد وفاته عام ١٠٢١. ونتيجةً لذلك، تم نفيهم إلى بلاد الشام (سوريا ولبنان والأردن وفلسطين حاليًا)، وتحديدًا إلى جبل لبنان وحوران. ومع ذلك، في بداية القرن التاسع عشر تقريبًا، اكتسبت الطائفة الدرزية في حوران قوتها بعد أن طردت السلطات العثمانية جزءًا كبيرًا من الطائفة من جبل لبنان ثم اتخذت حوران بعدها اسم جبل الدروز.

واليوم، تعدّ محافظة السويداء موطنًا لغالبية الطائفة الدرزية في العالم، والتي يبلغ عددها حوالي ٧٠٠ ألف شخص. الدروز اللبنانيون هم ثاني أكبر طائفة، حيث يبلغ عددهم ٢٥٠ ألف نسمة. وفي سوريا، بوجد العديد من التجمعات الدرزية: في جبل السماق (إدلب، 25 ألف نسمة)، وجبل الشيخ (القنيطرة، ٣٠ ألف نسمة)، وجرمانا (ضواحي دمشق، ٥٠ ألف نسمة). وأخيرًا، خارج سوريا ولبنان، توجد أكبر الطوائف الدرزية في فلسطين المحتلة (الجولان والجليل وجبل الكرمل، ١٣٠ ألفاً)، فنزويلا ( ١٠٠ ألف)، الأردن (٢٠ ألف)، أمريكا الشمالية (٣٠ ألف)، كولومبيا ( ثلاثة آلاف) وأستراليا (ثلاثة آلاف).

بعد الثورات العديدة ضد الإمبراطورية العثمانية حتى عام ١٩١٨، ثم ضد المستعمر الفرنسي بين عامي ١٩٢٥ و١٩٤٥،1يعود انسحاب الفرنسيين في عام ١٩٤٥ إلى حد كبير إلى كفاح الاستقلال الذي خاضه منذ عشرينيات القرن الماضي الثوار بقيادة سلطان باشا الأطرش، الذي يمثل عائلة من وجهاء الدروز، ولا يزال العديد من السوريين يحتفلون بمآثرهم في مقاومتهم للمحتلين رافقت الدروز سمة “العصيان” حتى يومنا هذا والتي مكنتهم من الحفاظ على توازن دائم للقوى مع نظام الأسد، بناءً على تسويات تم التفاوض عليها بين القادة الدروز وممثلي النظام المحليين.2لا توجد حواجز للنظام داخل محافظة السويداء، والمجتمع يرفض إرسال شبابه للجيش خارج المنطقة. ومع ذلك تبقى إدارة المحافظة والأجهزة الأمنية حاضرة ومطلعة على ما يجري في المنطقة. بعد عام ٢٠١١، وعلى الرغم من تعبير عدد قليل من المشايخ عن دعمهم للنظام،3ومن أبرز هؤلاء المشايخ الشيخ جربوع ونايف العقيل من فصيل درع الوطن. شارك العديد من الدروز في المظاهرات ضد بشار الأسد، معظمهم كانوا يدعمون موقف “رجال الكرامة”،4https://yalibnan.com/2012/03/25/anti-regime-druze-spiritual-leader-killed-in-syria/ الذين رفضوا المشاركة في الحرب ودعوا المجتمع لأن يقوم بتسليح نفسه لغرض وحيد وهو الدفاع عن النفس.أخذت حركة رجال الكرامة زمام المبادرة برفضها الانضمام إلى جيش النظام بهدف حماية المنطقة وشبابها، ولكن أيضًا لمنع تعرض المجتمع للخطر في حرب الأسد عبر قمع المجتمعات الأخرى في أماكن أخرى. هذا التحدي للنظام تجسد، من بين معطيات أخرى، في شخصية الشيخين الدرزيين أحمد سلمان الهجري وأبو فهد وحيد البلعوس،5https://www.meforum.org/5554/the-assassination-of-sheikh-abu-fahad-al-balous اللذين لقيا حتفهما. الأول في “حادث سيارة” في آذار/مارس ٢٠١٢، والثاني في أيلول/سبتمبر ٢٠١٥ بسبب التفجير الذي أدى إلى مقتل ٢٣ شخصًا آخرين.

وانخرطت شخصيات درزية بارزة أخرى في المعارضة: خلدون زين الدين، وشقيقه فضل الله زين الدين، وحافظ جاد الكريم فرج. ثلاثتهم كانوا ضباطًا في الجيش السوري، والذين أعلنوا انشقاقهم عنه للانضمام إلى المتمردين. قام خلدون زين الدين بتشكيل كتيبة سلطان باشا الأطرش ضمن الجيش السوري الحر.6 https://foreignpolicy.com/2015/06/22/druze-syria-assad-israel-netanyahu/ ; https://syrianobserver.com/news/34453/sedition_between_druze_and_sunni_fighters.html ورغم انضمام العديد من الدروز لهذه الكتيبة، فقد بقيت ضعيفةً ومعزولة وواجهت العديد من الهجمات وعمليات الاختطاف من قبل متمردي النصرة في درعا7https://www.meforum.org/3463/syrian-druze-neutrality قبل أن يتم القضاء عليها نهائيًا ومقتل قائدها في عام  ٢٠١٣8https://www.zamanalwsl.net/news/article/45392 وفرار أعضاؤها المتبقين إلى الأردن حيث أعلنوا وقف نشاطهم في كانون الثاني/يناير ٢٠١٤، منددين بانعدام الدعم للثورة من قبل المجلس العسكري في السويداء ومن قبل الطائفة الدرزية، فضلاً عن عداء مجموعات ما يسمى ب”الإسلاميين” في درعا تجاه الدروز، واتهامهم بالتواطؤ مع نظام الأسد.9https://www.zamanalwsl.net/news/article/45392 (AR) بشكل عام، يتمتع الدروز برؤية علمانية للغاية للمجتمع، ويرفض ممثلوهم الدينيون تولي مسؤولية الشؤون السياسية والإدارية للطائفة. وفي الصراعات التي هزت المجتمع الدرزي والسوري، أعرب الشيوخ مرارًا وتكرارًا عن دعمهم وتشجيعهم لخيارات المجتمع.10https://www.youtube.com/watch?v=J8HeEzKTmbc (ENG) وبينما رفضت الطائفة الدرزية الانحياز إلى أيّ طرف في الحرب الأهلية، إلا أنها عبّرت دائمًا عن رفضها للنظام، ولم تتردد في مواجهة القوات الأمنية المتواجدة في المحافظة لتنفيذ مطالبها أو تحرير أسراها من أيدي الجيش.11https://suwayda24.com/?p=20610 (AR)

بشار وعملائِه الإسلاميين

منذ بداية التمرد، وبشكل متكرر منذ ذلك الحين، استخدم النظام ورقة “فرّق تسد”، وحثّ الأقليات الدينية الشيعية والإسماعيلية (التي ينتمي إليها الدروز) على معارضة الجيش السوري الحر بسبب “التهديد الإسلامي” الذي من المفترض أن يمثله عنصر الأغلبية السنية. في الخطاب الدعائي للنظام وحلفائه، يتم دائمًا مساواة متمردي الجيش السوري الحر بجبهة النصرة ووصفهم بالسلفيين أو التكفيريين، في حين يتم استخدام “الحمقى المفيدين” المنتمين للدولة الإسلامية بآلاف الطرق لعرقلة الثورة، بحيث يسيروا جنبًا إلى جنب مع قوات النظام في الذبح العشوائي للسكان السوريين. في الواقع، تم تفضيل العنصر الديني الأكثر تطرفًا في المعارضة السورية عمدًا من قبل النظام: بين يونيو/حزيران وأكتوبر/تشرين الأول ٢٠١١، بعد ثلاثة أشهر من المظاهرات الأولى المناهضة للنظام، أطلق بشار الأسد سراح ما يقرب من ١٥٠٠ مقاتل إسلامي من السجن، معظمهم انضموا إلى الجماعات الجهادية المرتبطة بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية. وهكذا، فإن القادة الأساسيين لمجموعات جبهة النصرة وأحرار الشام وجيش الإسلام، فضلاً عن فرع الدولة الإسلامية المسؤول عن معظم عمليات قطع رؤوس الأجانب، سبق أن تم إطلاق سراحهم من سجن صيدنايا سيئ السمعة.12https://s.telegraph.co.uk/graphics/projects/isis-jihad-syria-assad-islamic/ (ENG)

لقد أتت استراتيجية بشار الأسد بثمارها، حيث نجح تدفق العنف من جانب جهاديي الدولة الإسلامية في صرف أنظار بقية العالم بشكلٍ دائم عن الفظائع التي يرتكبها الجيش السوري والشبيحة13https://npasyria.com/en/53834/ (ENG) ; https://cija-syria-paramilitaries.org/#investigating-assads-ghosts (ENG) والميليشيات المدعومة من إيران،14 https://syriafreedomforever.wordpress.com/2017/02/26/the-rawr-report-interview-with-joseph-daher-on-hezbollah-and-the-syrian-revolution-02162017/ (ENG) ثم عن الفظائع الهائلة التي يرتكبها قصف القوات الجوية الروسية للمدنيين في شمال وشرق البلاد منذ سبتمبر/أيلول ٢٠١٥ فصاعداً.15 https://www.aljazeera.com/news/2015/9/30/russia-carries-out-first-air-strikes-in-syria وكان الدافع وراء هذا التدخل العسكري هو “القتال ضد الإسلاميين”. وعلاوةً على ذلك، فقد مكّن هذا الأمر القوات المسلحة الكردية (وحدات حماية الشعب/وحدات حماية المرأة) من النأي بنفسها عن الثورة السورية، وتركيز قواتها على القتال ضد الإسلاميين، بمساعدة أميركية. أخيرًا، وبسبب الإرهاب الذي حرّض عليه الجهاديون وعدم الاهتمام بمصير الشعب السوري وثورته، لم يقدم “المجتمع الدولي” (الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة) دعمًا كبيرًا للجيش السوري الحر، تاركًا قطر والمملكة العربية السعودية وتركيا على تقديم الدعم اللوجستي والعسكري للمكونات الأكثر توافقاً مع أجندتها السياسية ومصالحها المذهبية، إذا جاز التعبير “الإسلاميين”.16 وأهمها أحرار الشام (قطر وتركيا والمملكة العربية السعودية)، وجبهة التحرير الإسلامية السورية (قطر وتركيا)، ولواء التوحيد (قطر وتركيا)، وجيش الإسلام (المملكة العربية السعودية وقطر). إن المكونات الديمقراطية والعلمانية والاشتراكية في الجيش السوري الحر، التي تم التخلي عنها من معظم الجوانب والمهدَّدة من الداخل من قبل الإسلاميين، لم يكن أمامها خيار سوى الانضمام إلى الجماعات الطائفية من أجل البقاء ومواصلة القتال ضد الجلاد الرئيسي للشعب السوري: نظام بشار الأسد.17 https://thisishell.com/interviews/894-leila-al-shami-robin-yassin-kassab (ENG)

وفي أيار (مايو) ٢٠١٨، أبرم نظام بشار الأسد اتفاقاً مع الدولة الإسلامية يقضي باستسلامهم في منطقة دمشق.18 https://english.aawsat.com/home/article/1275206/isis-militants-evacuated-southern-damascus-desert (ENG) وعقب هذا الاتفاق، تم إجلاء ٨٠٠ من مقاتلي تنظيم الدولة وعائلاتهم (١٨٠٠ شخص) من منطقتي اليرموك والتضامن (ريف دمشق)، حيث تم نقلهم إلى الصحراء قرب تدمر وإلى قرى مهجورة شمال شرق السويداء.19 قرى اسمها الأشرفية والساقية والعوارة، تبعد أقل من عشرين كيلومتراً عن قاعدة خلخلة العسكرية، وأقل من عشرة كيلومترات عن المستوطنات الدرزية الأولى عند مدخل الصحراء، القصر وباريك https://suwayda24.com/?p=2423 (AR) تم استخدام أربعين شاحنة وسيارة لنقل المقاتلين تحت حراسة مشددة من قبل الجيش السوري. بعد ثلاثة أشهر، في ٢٥ تموز (يوليو) ٢٠١٨، حاول تنظيم الدولة، كما كان متوقعاً، غزو محافظة السويداء من الشرق، بتوجيه من البدو الذين كان لديهم خلاف طويل الأمد مع الدروز. عند الفجر، بدأ مقاتلو تنظيم الدولة بذبح سكان العديد من القرى الدرزية الواقعة على حافة الصحراء20 قرى تيما، دوما، الكسيب، تربة، غيضة حمايل، رامي، الشبكي، الشراحي، المتونة، السويمرة https://suwayda24.com/?p=4431 وذلك قبل أن يأخذوا ٤٢ فردًا من المنطقة كرهائن (بما في ذلك ١٦ طفلاً و ١٤امرأة21 في 31 تموز ٢٠١٨، تفاوض النظام على إطلاق سراح النساء المحتجزات لدى الجهاديين، مقابل الإجلاء عن أكثر من ٢٠٠ من مقاتليهم من غرب درعا (حوض اليرموك) إلى منطقة البادية. رفض تنظيم الدولة الإسلامية الصفقة، وطالب بفدية، قبل أن ينشر فيديو إعدام أحد الرهائن، مهند طوقان أبو عمار، ١٩ عاماً، من سكان الشبكي، في الثاني من آب عام ٢٠١٨ https://www.youtube.com/watch?v=f_OhL8bJD2M (AR) وفي نهاية المطاف، تم إطلاق سراح الرهائن المتبقين بعد الاتفاقيات التي تم التوصل إليها مع النظام في تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر٢٠١٨. في حين تم إجلاء ما يتراوح بين ٧٠٠ إلى ١٠٠٠ جهادي إلى البادية بموجب اتفاق جديد تم التوصل إليه مع النظام في ١٧ نوفمبر.) وينفذوا أربع هجماتٍ انتحارية في قلب مدينة السويداء.22 https://www.hrw.org/news/2018/08/25/syria-isis-holding-children-hostage (ENG) مئات الدروز من جبل الدروز (منطقة السويداء)، انضم إليهم دروز جبل الشيخ (الواقع على الحدود مع لبنان)، حملوا السلاح بشكلٍ عفويّ وأعادوا تنظيم الدولة إلى الصحراء، مما أوقف حملته باتجاه جنوب البلاد،23 أثر هجوم تنظيم الدولة الإسلامية على عشر قرى، وقُتل ٢٦٣ شخصاً ( ٣٠ على يد انتحاريين في السويداء) وجُرح ٣٠٠ شخص. رداً على المجزرة، قام أعضاء محليون من الحزب السوري القومي الاجتماعي الموالي للنظام، في السابع من آب/أغسطس ٢٠١٨، بإعدام رجل مسن قدموه على أنه جهادي، عند ما يسمى “قوس المشنقة” في مدينة السويداء https://suwayda24.com/?p=4711 (AR) ; https://syria.news/179bd6d3-07081812.html (AR) ; https://orient-news.net/ar/news_show/152458 (AR) وقد أكد هذا الحدث بشكلٍ قاطع غضب دروز السويداء وانعدام ثقتهم تجاه النظام السوري، حيث قاموا باتهامه  باستخدام داعش لإضعافهم.24 لم يتدخل جيش النظام إلا متأخراً (بعد الهجوم على قاعدة خلخلة العسكرية شمال محافظة السويداء) لتعقب داعش في الصحراء بجوار حقل الصفا البركاني، حيث تم صدهم بالفعل عن طريق هجوم مضاد على يد الدروز.

النظام والعصابات يداً بيد

ورغم أن المنطقة نجت من القصف والعمليات العسكرية منذ عام ٢٠١١، إلا أن أهالي السويداء، مثل كل السوريين، تحملوا عواقب الحرب وسياسات النظام القاتلة: مواجهات مسلحة متفرقة مع العصابات والميليشيات التابعة للنظام، اغتيالات وخطف، بالإضافة إلى تهريب المخدرات.25 شاهد ” الكبتاجون في سوريا: التفاصيل الخاصة بنظام بتجارة التجارة” | تحقيقات بي بي سي نيوز عربي https://www.youtube.com/watch?v=N4DaOxf13O0 (ENG) وفي ربيع عام ٢٠٢٢، أعلنت عصابة راجي فلحوط، وهو مهرّب سيء السمعة، مسؤوليتها عن اختطاف نحو عشرين من سكان السويداء ودرعا26 https://www.facebook.com/Suwayda24/photos/pb.100064794576009.-2207520000/2097785973734342/?type=3 قبل أن يقتحم رجالها حوض سباحة في حيّ المقوس بالسويداء لاختطاف مستخدميه، مما حرّض على قيام مواجهة مسلّحة مع الأهالي.27 https://suwayda24.com/?p=19288 (AR)

عصابة فلحوط مع المواطنين الذين اختطفوا عام ٢٠٢٢

راجي فلحوط مع عصابته

بطاقة راجي فلحوط، شعبة المخابرات – فرع ٢١٧

وعلى إثر هذه الحادثة، اندلعت انتفاضة في السادس والعشرين من تموز(يوليو) في بلدة شهبا، على إثر اختطاف عصابة فلحوط28 https://suwayda24.com/?p=19589 (AR) ; https://suwayda24.com/?p=19611 (AR) المواطن جاد الطويل. وأغلق السكان بقيادة حركة “رجال الكرامة” الطرقات وألقوا القبض على عناصر من المخابرات العسكرية المنتمين إلى عصابة الجريمة المنظمة المحلية29 https://www.opensanctions.org/entities/NK-Do5hgZ5JS8hTfGJbyQvr6J/ (ENG) قبل أن يحملوا السلاح في مواجهة عصابة فلحوط، مما أسفر عن مقتل ٢٤ شخصا من الأهالي و١٢ من جانب العصابة. وبعد ذلك، تم اقتحام مقرات العصابة في بلدتي سليم وعتيل من قبل أهالي العديد من قرى المنطقة، ما أدى إلى الاستيلاء على المقر وإطلاق سراح الرهائن والعثور على معدّات لإنتاج حبوب الكبتاغون30 https://www.facebook.com/photo/?fbid=2161930727319866&set=pb.100064794576009.-2207520000 مما كشف تواطؤ عشيرة الأسد مع عصابات الجريمة المنظمة، وذلك باستخدام شعبة المخابرات العسكرية  والفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد وحزب الله كوسطاء.31 https://www.bbc.com/news/world-middle-east-66002450 (ENG) على مدى العقد الماضي، كانت هذه العصابات التابعة للنظام مسؤولة عن العديد من عمليات الاختطاف والاغتيالات، مما تسبب في انعدام الأمن وانتشار العنف مؤديًة لزعزعة الاستقرار في المنطقة

أهالي السويداء يتجمعون لمداهمة عصابة فلحوط

معدات إنتاج حبوب الكبتاغون

وبعد القضاء على عصابة فلحوط والعصابات التابعة لها، تراجعت عمليات الخطف وسرقة السيارات في منطقة السويداء بشكل ملحوظ،32 https://suwayda24.com/?p=19955 (AR) وأثبت هذا الانتصار على الجريمة المنظمة قدرة الطائفة الدرزية على ضمان أمنها بشكل مستقل.

الأزمة المزمنة وبذور الثورة

علاوةً على العواقب المباشرة للحرب الأهلية، ومن ثم الحروب الإمبريالية التي شنتها القوى الكبرى في سوريا (إيران، روسيا، تركيا، إسرائيل، الولايات المتحدة، قطر، المملكة العربية السعودية…)،33 منذ عام ٢٠١١، قُتل أكثر من ٦٠٠ ألف شخص في الصراع، أكثر من نصفهم من المدنيين. وقد غادر خمسة ملايين سوري البلاد، في حين نزح ما يقرب من ثمانية ملايين داخليا. وفي حين تتدخل روسيا وتركيا عسكرياً على الأراضي السورية، فإن معظم القوى الأخرى تتدخل من خلال الميليشيات أو من خلال تقديم المساعدات المالية والمادية لمختلف الجماعات المسلحة الناشطة في النزاع. وتدعم إيران النظام السوري بشكل علني، ولا سيما من خلال ضمان دعم ميليشياته، وأهمها حزب الله. أصبحت سوريا عرضةً للخطر خلال ركودٍ اقتصاديّ غير مسبوق منذ عشر سنوات. خضع السكان في البداية إلى تقنين الموارد الأساسية والمواد الغذائية، مثل الماء والغاز والبنزين وزيت الوقود والخبز والسكر والزيت والأرز والشاي والبصل، وذلك عن طريق البطاقة التموينية (البطاقة الذكية)، قبل أن يتم إلغاء هذا الدعم عن السلع الأساسية مما جعل السكان مجبرين على شراء هذه السلع بأسعار السوق. وقد ارتفعت قيمة الليرة السورية من ١ دولار مقابل ٤٧ ليرة سورية في عام ٢٠١١ إلى ٥٠٠ ليرة سورية في عام ٢٠١٧، وارتفعت من ٢٥٠٠ إلى ١٤ ألف ليرة سورية بحلول صيف عام ٢٠٢٣، حيث بلغت قيمة الراتب والذي يعتبر أعلى من المتوسط وقدره ٢٠٠ ألف ليرة سورية  (١٤ دولارًا). في صيف العام نفسه وصلت أسعار المواد الغذائية إلى مستوياتٍ غير مسبوقة: ١ لتر زيت أبيض = ٣٠٠٠٠ ليرة، ١ لتر حليب = ٦٠٠٠ ليرة، ١ كيلو طحين = ٤٥٠٠ ليرة، ١ كيلو طماطم = ٤٠٠٠ ليرة، ١ كيلو بطاطس = ٦٥٠٠ ليرة، ١  كيلو بصل = ٣٥٠٠ ليرة، ١ كيلو خيار = ٤٠٠٠ ليرة، البيضة الواحدة = ٢٠٠٠ ليرة. وهذا يعني أن غالبية السوريين قد أنفقوا راتبهم بالكامل خلال أقل من أسبوع.

في السنوات الأخيرة، حاولت الشرطة العسكرية الروسية العمل بانتظام كقوات حفظ سلام لتخفيف التوترات الناجمة عن الأزمة الاقتصادية. وتأكد وجودها عام ٢٠٢١ في محافظة السويداء عندما تقدم وفد من الضباط الروس إلى السكان بهدف تجنيد مساعدين عسكريين من سكان المحافظتين.34 https://npasyria.com/en/65789/ (EN) وقامت الكتيبة الروسية المتمركزة في بصرى، الواقعة بين السويداء ودرعا، بعدّة محاولات لتوزيع المساعدات الغذائية في عام ٢٠٢١ في شهبا وفي عام ٢٠٢٢ في ذبين، لكنّ السكان رفضوا بشدة تدخلهم الإنساني هذا.35 https://syrianobserver.com/news/75404/widely-condemned-russian-delegation-enters-town-in-suweida-under-pretext-of-aid.html (EN)

بين عامي ٢٠٢٠و ٢٠٢٣، جرت مظاهرات عفوية وقصيرة الأمد بانتظام في السويداء، لكنها إما لم تتجدد أو تم قمعها. في فبراير/شباط وأبريل/نيسان ٢٠٢٢، أغلق المتظاهرون الطرقات واقتحموا مبنى المحافظة، وأشعلوا النار في مركبةٍ عسكرية قبل أن تفتح قوات الأمن النار على المتظاهرين، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة ١٨ آخرين.36 https://suwayda24.com/?p=20325 (AR) ومع ذلك، تمكن المتظاهرون، في ديسمبر/كانون الأول ٢٠٢٢، من اقتحام مبنى المحافظة للمرة الثانية، فيما كانت شعاراتهم ولافتاتهم الاحتجاجية تطالب بـ”الحياة الكريمة”، بعد تخفيض مخصصات الغاز والكهرباء. يذكر أنه طوال شتاء وربيع عام ٢٠٢٣، استمرت المسيرات قصيرة الأمد تحت ضغط من تصرفات أعضاء حزب البعث، الذين حاولوا تنظيم مظاهرات مؤيدة للنظام من أجل ترهيب المتظاهرين.

وفي الوقت نفسه، عاد نظام الأسد إلى حضن الجامعة العربية بعد اجتماعاتٍ دبلوماسية في القاهرة في السابع من شهر أيّار/مايو ٢٠٢٣، وقمة الجامعة العربية التي انعقدت في الرياض في التاسع عشر من أيار/مايو،37 https://www.aljazeera.com/news/2023/5/7/arab-league-agrees-to-bring-syria-back-into-its-fold (ENG) بالإضافة إلى اتفاق بوساطةٍ صينية لإعادة العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية من أجل نزع فتيل “حرب الوكالة” التي تخوضها هاتان الدولتان في سوريا واليمن.38 https://www.usip.org/publications/2023/03/what-you-need-know-about-chinas-saudi-iran-deal (ENG) وفي مقابل رد الجميل هذا، التزم بشار الأسد بمكافحة تهريب المخدرات على حدوده مع الأردن والعراق.39 https://www.aljazeera.com/news/2023/5/1/syria-agrees-to-curb-drug-trade-in-arab-ministers-meeting (ENG) وغداة اتفاق القاهرة، وجّه الأردن رسالًة واضحة إلى السلطات السورية من خلال تنفيذ غارة جوية على المنزل الشخصي لمهرب المخدرات مرعي الرمثان في قرية شعب جنوب محافظة السويداء، ما أدى إلى مقتله وزوجته وأطفاله الستة، بالإضافة إلى منشأة مخدرات مرتبطة بإيران (يديرها حزب الله) في خراب الشحم في محافظة درعا القريبة.40 https://www.aljazeera.com/news/2023/5/8/sohr-attack-that-killed-drug-trafficker-in-syria-was-by-jordan (ENG)

والفتيل اشتعلت فيه النيران…

في الخامس من آب/أغسطس ٢٠٢٣، ظهرت مجموعة في محافظتي اللاذقية وطرطوس الساحليتين، وأصدرت بياناً أدرجت ضمنه إنذارًا نهائيًا للنظام بحلول العاشر من آب/أغسطس،41 https://www.newarab.com/news/who-are-syrias-new-opposition-group-10-august-movement (EN) مطالبًة بالإصلاحات بالإضافة لنشرها قائمًة من المطالب تطبيقًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم ٢٢٥٤ والذي تم اعتماده في جنيف عام ٢٠١٥. ومن السمات الخاصة للحركة أنها تطورت في مناطق نفوذ المجتمع العلويّ، المكان الذي ينتمي إليه بشار الأسد، ولا سيما في مدن طرطوس واللاذقية وبانياس وجبلة، حيث تم توزيع آلاف المنشورات.42 https://en.majalla.com/node/297431/politics/alawite-protest-movement-emerging-syrias-coastal-areas (EN) رداً على ذلك، رفع بشار الأسد رواتب الموظفين المدنيين بنسبة ١٠٠٪، لكنه أعلن في الوقت نفسه إلغاء دعم مادة البنزين وزيادة أسعار الوقود، مع ارتفاع سعر ليتر البنزين بشكل حاد من ثلاثة آلاف إلى ثمانية آلاف ليرة سورية، أي بزيادة قدرها ١٦٧٪ وسعر المحروقات من ٧٠٠ إلى ألفي ليرة سورية بزيادة ١٨٦٪ (رابط). ميزانيات النقل الباهظة تجعل الحياة اليومية شبه مستحيلة وتجبر آلاف السوريين على التوقف عن الذهاب إلى أعمالهم. في مواجهة ارتفاع معدل الاستقالات في القطاع العام، رد النظام بتشديد شروط الاستقالة. وفي غضون ذلك، أعلن النظام عن نيته إلغاء الدعم عن جميع السلع الاستهلاكية بحلول عام ٢٠٢٤.43 https://alsifr.org/syria-protests (AR)

وعلى إثر هذه الإعلانات، صدرت دعوة لإضراب عام في جنوب سوريا.44 https://suwayda24.com/?p=21730 (AR) ; https://www.aljazeera.com/news/2023/8/21/strike-protests-in-syrias-sweida-enter-second-day (EN) منذ ١٦ آب/أغسطس، شهدت أكثر من ٥٢ بلدة في جنوب سوريا مظاهرات تنوعت بأنشطتها المختلفة: إضرابات، وقفات احتجاجية، قطع الطرق، إغلاق المؤسسات الحكومية، وما إلى ذلك. خرجت مظاهرات داعمة في محافظات إدلب ودرعا وحلب، وكذلك في جرمانا، المنطقة ذات الأغلبية الدرزية في ريف دمشق، حيث تم إحياء شعارات ٢٠١١ الداعية إلى سقوط الأسد: “سوريا لنا وليست لبيت الأسد”، “واحد، واحد، واحد، الشعب السوري واحد”، و”الشعب يريد إسقاط النظام”. كما أعرب المتظاهرون عن رغبتهم في نهاية الوجود الإيراني في سوريا. في ٢٥ آب/أغسطس ، امتدت المظاهرات إلى إدلب وحلب وأعزاز وعفرين والباب. وفي عدة أماكن، لوّح المتظاهرون بأعلام الثورة الدرزية والكردية والسورية معًا. وفي حين لم تبالغ قوات النظام في ردة فعلها في محافظة السويداء، فقد أطلقت النار في حلب ودرعا، مما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل. كما أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن اعتقال ٥٧ شخصاً على خلفية هذه الاحتجاجات خاصًة في محافظتي اللاذقية وطرطوس.45 https://leilashami.wordpress.com/2023/08/26/revolution-reborn/ (EN)

متظاهرون يرفعون العلم الدرزي والسرياني والكردي بدلاً من النجوم الثلاثة لعلم الثورة السورية في مدينة إدلب

متظاهرون يرفعون أعلام الثورة السورية والأعلام الكردية والشيعية والدرزية والسنية والمسيحية والسورية في مدينة السويداء

ومنذ ذلك الحين، كانت المظاهرات في الساحة المركزية في السويداء، والتي أطلق عليها السكان منذ فترة طويلة اسم “ساحة الكرامة”، أسبوعية، إن لم تكن يومية، وتتزايد من جمعة إلى أخرى، لتصل إلى عدة آلاف من الأشخاص شهريًا قبل بدء الثورة يوم الثاني والعشرين من أيلول/سبتمبر. وقد أغلق المتظاهرون خلال الاحتجاجات مكاتب حزب البعث وعدد من المكاتب الحكومية، فيما تم تدمير وحرق لافتات وصور بشار الأسد. في هذه الأثناء، في الرابع عشر من شهر أيلول/سبتمبر، نشر ابن عم بشار الأسد، فراس الأسد،46 كان والد فراس، رفعت، قائداً للقوات المسلحة المسؤولة عن مذبحة حماة عام ١٩٨٢، قبل أن يحاول الانقلاب على شقيقه، والد بشار الأسد، عام ١٩٨٤. وبعد نفيه إلى فرنسا، عاد أخيراً إلى سوريا في عام ٢٠٢١ بعد حصوله على تصريح إقامة. عفواً عن ابن أخيه وأدانته المحاكم الفرنسية باختلاس وغسل أموال لصالح النظام السوري. تمت مصادرة جميع أصوله التي تقدر قيمتها بتسعين مليون يورو، بما في ذلك منزلين باريسيين، ومزرعة خيول، وأربعين شقة، و٧٣٠٠ متر مربع من المساحات المكتبية في ليون وقصر. مقطع فيديو أدان فيه النظام وعبّر عن دعمه للمتظاهرين.47 https://www.youtube.com/watch?v=GmCRl-Hkn94 (AR) ويأتي هذا الفيديو بعد نشر مقطع فيديو لمجد جدعان من الأردن، شقيقة زوجة ماهر الأسد،48 ماهر هو شقيق بشار الأسد والقائد العام للحرس الجمهوري والمخابرات العسكرية للنظام. وهو الرجل الثاني في النظام بعد شقيقه بشار، والمسؤول المباشر عن ميليشيا الشبيحة وتهريب الكبتاجون الذي تنظمه أجهزة المخابرات العسكرية، ولا سيما الفرقة الرابعة المدرعة. وهي تستنكر بشدة جرائم آل الأسد، وتشيد بثورة أهالي السويداء ضد النظام.49 https://youtu.be/IobX1vxHkDY (AR) كما نُشرت مقابلات مع قادة الثورة، مثل مقابلة زعيم “حركة رجال الكرامة” في السويداء، الشيخ أبو حسن يحيى الحجار،50 https://suwayda24.com/?p=20610 (AR) والناشط والمحامي عادل الهادي51 https://hawarnews.com/en/haber/developments-in-as-suwayda-to-where-h37625.html (EN)

محتجون يحرقون سيارة عسكرية أمام مبنى المحافظة

احتراق مبنى المحافظة الذي يحمل صورة حافظ الأسد

في فوضى الحرب بالوكالة

على الرغم من اثني عشر عاماً من الثورة والحرب الأهلية، لا يزال النظام السوري في السلطة. وإذا كان هذا النظام قد صمد أمام العواصف، فإنّ ذلك يعود بلا شك إلى تدخلات إيران والدولة الإسلامية وروسيا، التي ساعدت كل منها، بطريقتها الخاصة، في جعل الثورة التي يريدها الشعب السوري مستحيلة.  ويمكننا أن نضيف إلى ذلك المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا، الذين نجحوا من جانبهم في خلق انقسام داخل القوى الديمقراطية والعلمانية للجيش السوري الحر من خلال تفضيل، كما ذكرنا سابقًا، القوى الأكثر رجعية والأقل ديمقراطية في التمرد ضد النظام السوري.

والولايات المتحدة، من جانبها، والمسؤولة عن ولادة وتطور تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، اللذين ولدا على أنقاض المجتمعين الأفغاني والعراقي، اختارت عام ٢٠١١ (عام انسحابها الرسمي من العراق) عدم المشاركة بشكل مباشر مع قواتها المسلحة في الصراعات في الشرق الأوسط. ومع كل ذلك، بعد إدانة قمع احتجاجات عام ٢٠١١ وفرض عقوبات على نظام الأسد، شنت الولايات المتحدة أولى ضرباتها الجوية في سوريا في سبتمبر٢٠١٤،52 https://obamawhitehouse.archives.gov/the-press-office/2014/09/23/statement-president-airstrikes-syria (EN) ومنذ عام ٢٠١٥، قامت برعاية قوات سوريا الديمقراطية الجديدة (قسد)، المكونة من ٢٥ ألف مقاتلٍ كرديّ من وحدات حماية الشعب/وحدات حماية المرأة وخمسة آلاف مقاتلٍ عربيّ ، بهدفٍ معلن هو وقف تقدم تنظيم الدولة الإسلامية. في البداية، نجا النظام السوري، لكنه تعرض أخيرًا لضربات أمريكية بين عامي ٢٠١٧ و٢٠١٨، ردًا على استخدام الجيش السوري للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في دوما (ريف دمشق) وخان شيخون (إدلب).53 https://www.armscontrol.org/factsheets/Timeline-of-Syrian-Chemical-Weapons-Activity (EN) ; https://www.opcw.org/media-centre/news/2023/01/opcw-releases-third-report-investigation-and-identification-team (EN) وفي العام نفسه، تم إعادة ثلثي القوات الأمريكية المنتشرة على الأراضي السورية بالاتفاق مع تركيا، التي قررت بعد ذلك شنّ هجوم في المنطقة الحدودية التي يسيطر عليها الأكراد من أجل إنشاء “منطقة أمنية”.54 https://www.kurdistan24.net/en/news/fff9400a-a0b3-4ff4-be05-e18d00a046cf (EN) ومع ذلك، حافظت الولايات المتحدة على وجودٍ قوي في سوريا؛ وفي عام ٢٠٢١، نفذت سلسلًة من الضربات الجوية ضد تنظيم حزب الله اللبناني وحلفائه العراقيين، بما في ذلك الحشد الشعبي، الذين تم تحميلهم مسؤولية هجمات ضد “المصالح الغربية” في العراق.55 https://www.reuters.com/world/middle-east/us-carries-out-air-strikes-against-iran-backed-militia-iraq-syria-2021-06-27/ (EN)

روسيا، والتي كانت (ولا زالت) إحدى الداعمين العسكريين الرئيسيين للنظام السوري منذ عام ٢٠١٥، قد حُرفت عن مسارها بسبب غزوها لأوكرانيا، الأمر الذي لم يجري كما أراده بوتين. لذا كان على روسيا أن تسحب جزءاً كبيراً من فرقتها من الأراضي السورية56 وبحلول عام ٢٠٢٠، سيطرت روسيا على ٧٥ موقعًا في سوريا، منها ٢٣ قاعدة عسكرية و٤٢ نقطة تواجد وعشر نقاط مراقبة. وبينما انتشر ما يقدر بنحو ٦٣ ألف جندي روسي في سوريا بين عامي ٢٠١٥ و٢٠١٨، يبدو أن هذا العدد انخفض عشية الحرب في أوكرانيا إلى عشرين ألفًا. https://daraj.media/108925/ (AR) ; https://www.arab-reform.net/publication/russian-forces-in-syria-and-the-building-of-a-sustainable-military-presence-i/ (EN) لإعادة نشرها في شرق أوكرانيا، في حين  بقي ٢٥٠ إلى ٤٥٠ من مرتزقة فاغنر الذين يعملون بشكل خاص في محافظتي حمص ودير الزور من دون قيادة، ، وذلك بعد تمرّد بريجوزين حيث أُمرت القوات بالحضور إلى قاعدتها في حميميم (محافظة اللاذقية) والعودة إلى سلطة القيادة العسكرية الروسية.57 وتقع القواعد العسكرية الروسية الرئيسية في سوريا في طرطوس وحميميم (اللاذقية) ومنذ عام ٢٠١٩ في القامشلي (الحسكة). من المحتمل أن يكون بعض أولئك الذين رفضوا قد أُعيدوا إلى روسيا أو أُعيدوا إلى مالي. نتيجةً لانسحاب القوات الروسية، انتقلت بعض القواعد العسكرية الخاضعة لسيطرتها إلى القوات المسلحة الإيرانية، أبرزها الحرس الثوري الإسلامي وحزب الله. لكن روسيا لا تزال تحتفظ بقواتها العسكرية في سوريا، وليس لديها أية نية للتخلي عن حصتها من النفوذ في المنطقة، خاصًة في مواجهة إيران التي تظل المنافس الرئيسي لها هناك.

ولا تزال إيران، التي كانت الداعم الرئيسي لنظام الأسد منذ عهد والد بشار، حافظ، اللاعب الرئيسي في الحرب السورية. ومن دون الدعم العسكري من الميليشيات الإيرانية، وأهمها حزب الله اللبناني، ربما لم يكن نظام الأسد ليتمكن من الصمود، لأسباب أقلها تورط حزب الله في تهريب الكبتاغون، وهو أحد موارد  التمويل الرئيسية للنظام. وبعد إنكار وجودهما في سوريا، انتهى الأمر بالنظام الإيراني وحزب الله إلى دعم نظام الأسد علناً، واصفين إياه بأنه “الجهاد ضد المتطرفين السنة” و”التدخل الضروري لحماية فلسطين ومقاومة إسرائيل”. في دعاية إيران وحزب الله اللبناني، يعتبر الدعم غير المشروط لتحرير الشعب الفلسطيني قضية “وهمية” تؤدي عملها بشكلٍ جيد، خاصةً بين تجمعات اليسار الغربي.58 https://alsifr.org/syria-protests (AR) وبينما كان من المتوقع أن تحظى الثورة السورية بدعم إجماعي من أغلبية القوى اليسارية الثورية، فقد كان الصمت المدوي هو الردّ على هتافات المتظاهرين السوريين. في الخيال الساذج لليسار، تُشكل إيران وسوريا وميليشيات حزب الله (وحماس) حصنًا لا جدال فيه ضد الإمبريالية الأمريكية والاستعمار الإسرائيلي. وفي واقع الأمر فإن الهم الرئيسي لحزب الله يتلخص في الحفاظ على قبضته شبه المهيمنة على المجتمع اللبناني في حين يعمل بشكل محموم من أجل إبقاء سوريا داخل منطقة النفوذ الإيراني، والتي يعتمد عليها بقاءه بشكلٍ كامل. بين عامي ٢٠١٣ و٢٠١٨، حصار النظام السوري59 شاهد فيلم “فلسطين الصغيرة” لعبد الله الخطيب https://youtu.be/GbpxMFNuYVY (AR/FR) ثم القضاء العنيف على مخيم اليرموك، ، أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في العالم (ضواحي دمشق)60 قبل عام ٢٠١٣، كان مخيم اليرموك موطناً لأكثر من ١٦٠ ألف لاجئ فلسطيني.، والذي يمكن بسهولة اعتباره عملية تطهيرٍ عرقي، والتي تم تنفيذها بتواطؤ مع حزب الله والحركات الفلسطينية مثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة حماس61 في البداية، حارب مقاتلو حماس نظام الأسد في مخيم اليرموك حتى عام ٢٠١٣، عندما انتقدت حماس بخجل التدخل ضد مخيم اليرموك، قبل أن تحافظ على موقف الحياد، بسبب اعتمادها المالي والعسكري على حزب الله. وتحتفظ حماس أيضًا بمقرها الرئيسي في معقل حزب الله في الضاحية اللبنانية. تعتبر أدلة كافية لتفنيد دعاية الأخيرة حول حقيقة نضالها من أجل تحرير الشعب الفلسطيني.

إسرائيل، ومن دون التدخل عسكريًا على الأراضي السورية، لم تتوقف عن شنّ هجماتٍ بطائرات من دون طيار على البنى التحتية الإيرانية في سوريا. في الواقع، لا يمر شهر دون أن تصيب الصواريخ مباني حزب الله أو مسؤوليه التنفيذيين، حيث تشكل الميليشيا مصدر القلق الرئيسي للنظام الإسرائيلي. ومع ذلك، لم تُظهر إسرائيل أبدًا أيّ استعداد لدعم التطلعات الديمقراطية للشعب السوري. وإذا نظرنا إلى الوضع بعقلانية، فإننا نفهم أنّ إسرائيل ليس لديها مصلحة في إقامة مجتمع ديمقراطي في دولة عربية على حدودها، حيث أن أيّ تقدم ديمقراطي في المنطقة سيؤدي بطبيعة الحال إلى تضامنٍ عربي مع الفلسطينيين وتهديدٍ لنظام الفصل العنصري الإسرائيلي. في الواقع، ساهم نظام الأسد وحزب الله إلى حدٍّ كبير في تقييد التنظيم السياسي ومقاومة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وسوريا،62 https://alsifr.org/syria-protests (AR) وهو أمرٌ لا يثير استياء إسرائيل.

ماذا يمكن أن يحدث بعد ذلك؟

مثل الشعب السوري ككل في عام ٢٠١١، لا يمكن لمتظاهري السويداء أن ينجحوا بثورتهم دون دعمٍ خارجي أو انتفاضة كبيرة للشعب السوري في المحافظات الرئيسية الأخرى. أما بالنسبة للجيش السوري الحرّ، فمن الصعب أن نتوقع دعماً حماسياً للانتفاضة الدرزية، نظراً لأن تطلّعات غالبية الجماعات المقاتلة الحالية يبقى إقامة خلافةٍ إسلامية يصعب التوفيق بينها وبين التطلعات الديمقراطية والعلمانية لمتظاهري السويداء. ولهذا السبب، خرج أولئك الذين ما زالوا يؤمنون بمجتمعٍ ديمقراطي غير طائفي إلى شوارع مدن مختلفة للتعبير عن تضامنهم مع السويداء، سواء أكانوا من المسلمين السنة أو العلويين أو المسيحيين أو السريان أو العرب أو الأكراد.

وهنا مرةً أخرى، يتوقع المرء من المنظمات الكردية، التي تمكنت من الحفاظ على وضعها المستقل في جزء جيد من البلاد، وأعلنت بصوتٍ عالٍ وواضح أنها مدفوعة بمشروع ثوري وعالمي وديمقراطي، أن تعبّر أكثر عن دعمها القوي وغير المشروط لحراك الأشقاء والشقيقات في السويداء. لكن باستثناء بيان نساء مجلس سوريا الديمقراطية الذي يدعو النساء السوريات إلى أخذ القضية السياسية بأيديهن، لم نسمع الكثير من الحركات الثورية الكردية. ويشير هذا إلى أن الأكراد، بحكم حكمهم الذاتي الراسخ، لا يشعرون بالكثير من الاهتمام لما يحدث جنوب الفرات، سواء أكان ذلك مصير بقية الشعب السوري أو مصير الفلسطينيين. من المحزن حقيقةً أن نرى إلى أيّ مدى لا يُنظر إلى التضامن مع المجتمعات المتعثرة الأخرى على أنه شرط لا غنى عنه لبقاء مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط.

علاوةً على ذلك، فإن الأحداث الأخيرة في دير الزور لم تفعل الكثير لتعزيز ثقة العرب في وحدات حماية الشعب الكردية: ففي الفترة ما بين ٢٧ آب/أغسطس والسابع من كانون الأول/سبتمبر، اشتبكت قوات سوريا الديمقراطية، التي تهيمن عليها وحدات حماية الشعب إلى حدٍّ كبير، مع الفصائل العربية المحلية التابعة إلى مجلس دير الزور العسكري بعد إقالة واعتقال القائد العربي المعروف في قوات سوريا الديمقراطية أحمد الخبيل المعروف أيضاً بإسم رشيد أبو خولة. وعلى الرغم من أن العقوبات المتخذة ضده كانت مبررة في ضوء اتهامات الفساد وتهريب المخدرات التي وجهها إليه السكان المحليون، إلا أن اعتقاله أثار غضب أنصاره، الذين شنوا هجومًا على قوات سوريا الديمقراطية، مما أدى إلى مقتل ٩٠ شخصًا وذلك على مدى الإحدى عشر يومًا التي استمر فيها القتال.63 أخيرًا، وتحت ضغط أمريكي، بدأت قوات الدفاع والأمن اتفاق الانسحاب ووقف إطلاق النار، بدافع الخوف من أن خلايا داعش وقوات النظام والميليشيات الموالية لإيران ستستغل الوضع لاستعادة الأرض في المنطقة. خلفية هذا الصراع هي اللوم الموجه إلى الأكراد من قبل السكان المحليين، الذين يلومونهم بشكلٍ مشروع على سيطرتهم على المنطقة، وهو ما يُنظر إليه على أنه عدم احترام بالنظر إلى الأغلبية العربية التي تعيش هناك.64 https://www.middleeasteye.net/news/syria-deir-ezzor-sdf-fights-arab-tribes-control (EN)

ويدور جدل حادّ بين الدروز حول الإجراء الذي يجب اتباعه. ويبدو أن هناك قدراً معيناً من عدم الثقة لا يزال قائماً فيما يتعلق بمقترح الحكم الذاتي والكونفدرالية. يرى البعض في المطالبة بالحكم الذاتي خطر الانفصال عن بقية السوريين، وهم بذلك غير قادرين على فهم الفرق بين الحكم الذاتي والاستقلال، بينما يخلط البعض الآخر بين الوسيلة والغاية: عندما يتم الحديث عن إنشاء مجالس ديمقراطية ولجان نضالية لتنظيم الثورة على المدى المتوسط، يعتقدون أنه يتم الحديث عن مشروع طويل المدى للمجتمع، ويجدون صعوبًة في الإيمان بقدرة الناس على التنظيم الذاتي دون وسطاء وقادة. ونتيجةً لذلك، لا يزال التنظيم السياسي في سياق الانتفاضة الشعبية في ساحة الكرامة يكافح من أجل اتخاذ شكل التحرير المصري عام ٢٠١١ أو الميدان الأوكراني عام ٢٠١٤، في حين أنه قد يكون كافياً تناول الوصفات والتجارب الإيجابية لثورة ٢٠١١ ، ولا سيما تجربة اللجان المحلية التي وصفها اللاسلطوي السوري عمر عزيز65 https://www.fifthestate.org/archive/397-winter-2017/the-legacy-of-omar-aziz/ (EN) والتي أقيمت في العديد من المدن آنذاك. ولسوء الحظ، في حال لم يتم اتخاذ أيّة مبادرة تنظيمية شعبية، فإننا نخاطر برؤية الشيوخ ورؤساء العشائر العائلية التقليدية يتم دفعهم كقادة، على حساب الأفراد أو الجماعات الأقل شهرة والتي تحركها مُثُل أكثر تقدمية وتحررية حقيقية.

وسبق أن قام السفير الروسي أناتولي فيكتوروف بزيارة إلى شيخ دروز الجليل (إسرائيل) موفق طريف،66 https://www.aljazeera.net/politics/2023/9/21/انتفاضة-السويداء-مستمرة-اتصالات فيما أجرى الممثلان الأميركيان فرينش هيل، جو ويلسون وبريندان بويل اتصالاً هاتفياً مع شيخ السويداء حكمت الهجري،67 https://syrianobserver.com/news/85155/american-senator-reaches-out-to-sheikh-al-hijri-in-suweida.html (EN) ; https://www.thenationalnews.com/world/us-news/2023/09/21/us-politicians-speak-to-druze-leader-sheikh-al-hajari-as-anti-assad-protests-continue/ (EN) محاولين بدء مفاوضات مع الطائفة الدرزية للتأكد من أن نتيجة الثورة ستكون متوافقة مع مصالحهم في المنطقة. ولا ينبغي لنا أن نشك في أنّ السفاح السعودي محمد بن سلمان، الذي يجري تعاملات دبلوماسية مع كل الأطراف: إيران والصين وإسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا، سيأتي أيضًا ليهز مستقبل المنطقة، حيث أن اهتمامه بالحصول على الأسلحة وتخصيب اليورانيوم يفوق اهتمامه بمصير الشعب سواء كان سورياً أم فلسطينياً. بالنسبة إلى الطاغية السعودي، فمن الواضح أن بقاء هذه الشعوب مكبلةً بقيودها لأمر خارج إطار اهتمامه، طالما أن هذه الشعوب تستشهد في صمت ولا تزعج خطط العمل المعتاد.وهذا دون احتساب الزيارة الأخيرة التي قام بها بشار الأسد إلى بكين بدعوة من الطاغية الصيني شي جين بينغ، للخروج من عزلته وتأمين دعم الصين لاتفاق “إعادة بناء” سوريا. إن أفعال هؤلاء الطغاة الجشعين في حد ذاته يكفي لتوليد الشك والتكهنات، وهو ما لا يمكن أن يكون مفيدًا للحراك الشعبي الجاري. في ضوء الفوضى التي أحدثتها الدول المختلفة في العراق وسوريا على مدى السنوات العشرين الماضية، يمكننا أن نقول بشكل مشروع إن الحلول التي ينفذها الشعب من أجل الشعب هي وحدها التي يمكن أن نأمل أن تؤدي إلى مظهر من السلام والديمقراطية. وحتى الآن يرفض أهالي السويداء بشكلٍ قاطع الانضمام تحت أية راية لها مصالح سياسية أو اقتصادية في سوريا. دعونا نأمل أن تستمر وتنجح بهذه الطريقة!

قراءة وتحميل الملف  >>

NOTES

  • 1
    يعود انسحاب الفرنسيين في عام ١٩٤٥ إلى حد كبير إلى كفاح الاستقلال الذي خاضه منذ عشرينيات القرن الماضي الثوار بقيادة سلطان باشا الأطرش، الذي يمثل عائلة من وجهاء الدروز، ولا يزال العديد من السوريين يحتفلون بمآثرهم في مقاومتهم للمحتلين
  • 2
    لا توجد حواجز للنظام داخل محافظة السويداء، والمجتمع يرفض إرسال شبابه للجيش خارج المنطقة. ومع ذلك تبقى إدارة المحافظة والأجهزة الأمنية حاضرة ومطلعة على ما يجري في المنطقة.
  • 3
    ومن أبرز هؤلاء المشايخ الشيخ جربوع ونايف العقيل من فصيل درع الوطن.
  • 4
    https://yalibnan.com/2012/03/25/anti-regime-druze-spiritual-leader-killed-in-syria/
  • 5
    https://www.meforum.org/5554/the-assassination-of-sheikh-abu-fahad-al-balous
  • 6
    https://foreignpolicy.com/2015/06/22/druze-syria-assad-israel-netanyahu/ ; https://syrianobserver.com/news/34453/sedition_between_druze_and_sunni_fighters.html
  • 7
    https://www.meforum.org/3463/syrian-druze-neutrality
  • 8
    https://www.zamanalwsl.net/news/article/45392
  • 9
    https://www.zamanalwsl.net/news/article/45392 (AR)
  • 10
    https://www.youtube.com/watch?v=J8HeEzKTmbc (ENG)
  • 11
    https://suwayda24.com/?p=20610 (AR)
  • 12
    https://s.telegraph.co.uk/graphics/projects/isis-jihad-syria-assad-islamic/ (ENG)
  • 13
    https://npasyria.com/en/53834/ (ENG) ; https://cija-syria-paramilitaries.org/#investigating-assads-ghosts (ENG)
  • 14
    https://syriafreedomforever.wordpress.com/2017/02/26/the-rawr-report-interview-with-joseph-daher-on-hezbollah-and-the-syrian-revolution-02162017/ (ENG)
  • 15
    https://www.aljazeera.com/news/2015/9/30/russia-carries-out-first-air-strikes-in-syria
  • 16
    وأهمها أحرار الشام (قطر وتركيا والمملكة العربية السعودية)، وجبهة التحرير الإسلامية السورية (قطر وتركيا)، ولواء التوحيد (قطر وتركيا)، وجيش الإسلام (المملكة العربية السعودية وقطر).
  • 17
    https://thisishell.com/interviews/894-leila-al-shami-robin-yassin-kassab (ENG)
  • 18
    https://english.aawsat.com/home/article/1275206/isis-militants-evacuated-southern-damascus-desert (ENG)
  • 19
    قرى اسمها الأشرفية والساقية والعوارة، تبعد أقل من عشرين كيلومتراً عن قاعدة خلخلة العسكرية، وأقل من عشرة كيلومترات عن المستوطنات الدرزية الأولى عند مدخل الصحراء، القصر وباريك https://suwayda24.com/?p=2423 (AR)
  • 20
    قرى تيما، دوما، الكسيب، تربة، غيضة حمايل، رامي، الشبكي، الشراحي، المتونة، السويمرة https://suwayda24.com/?p=4431
  • 21
    في 31 تموز ٢٠١٨، تفاوض النظام على إطلاق سراح النساء المحتجزات لدى الجهاديين، مقابل الإجلاء عن أكثر من ٢٠٠ من مقاتليهم من غرب درعا (حوض اليرموك) إلى منطقة البادية. رفض تنظيم الدولة الإسلامية الصفقة، وطالب بفدية، قبل أن ينشر فيديو إعدام أحد الرهائن، مهند طوقان أبو عمار، ١٩ عاماً، من سكان الشبكي، في الثاني من آب عام ٢٠١٨ https://www.youtube.com/watch?v=f_OhL8bJD2M (AR) وفي نهاية المطاف، تم إطلاق سراح الرهائن المتبقين بعد الاتفاقيات التي تم التوصل إليها مع النظام في تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر٢٠١٨. في حين تم إجلاء ما يتراوح بين ٧٠٠ إلى ١٠٠٠ جهادي إلى البادية بموجب اتفاق جديد تم التوصل إليه مع النظام في ١٧ نوفمبر.
  • 22
    https://www.hrw.org/news/2018/08/25/syria-isis-holding-children-hostage (ENG)
  • 23
    أثر هجوم تنظيم الدولة الإسلامية على عشر قرى، وقُتل ٢٦٣ شخصاً ( ٣٠ على يد انتحاريين في السويداء) وجُرح ٣٠٠ شخص. رداً على المجزرة، قام أعضاء محليون من الحزب السوري القومي الاجتماعي الموالي للنظام، في السابع من آب/أغسطس ٢٠١٨، بإعدام رجل مسن قدموه على أنه جهادي، عند ما يسمى “قوس المشنقة” في مدينة السويداء https://suwayda24.com/?p=4711 (AR) ; https://syria.news/179bd6d3-07081812.html (AR) ; https://orient-news.net/ar/news_show/152458 (AR)
  • 24
    لم يتدخل جيش النظام إلا متأخراً (بعد الهجوم على قاعدة خلخلة العسكرية شمال محافظة السويداء) لتعقب داعش في الصحراء بجوار حقل الصفا البركاني، حيث تم صدهم بالفعل عن طريق هجوم مضاد على يد الدروز.
  • 25
    شاهد ” الكبتاجون في سوريا: التفاصيل الخاصة بنظام بتجارة التجارة” | تحقيقات بي بي سي نيوز عربي https://www.youtube.com/watch?v=N4DaOxf13O0 (ENG)
  • 26
    https://www.facebook.com/Suwayda24/photos/pb.100064794576009.-2207520000/2097785973734342/?type=3
  • 27
    https://suwayda24.com/?p=19288 (AR)
  • 28
    https://suwayda24.com/?p=19589 (AR) ; https://suwayda24.com/?p=19611 (AR)
  • 29
    https://www.opensanctions.org/entities/NK-Do5hgZ5JS8hTfGJbyQvr6J/ (ENG)
  • 30
    https://www.facebook.com/photo/?fbid=2161930727319866&set=pb.100064794576009.-2207520000
  • 31
    https://www.bbc.com/news/world-middle-east-66002450 (ENG)
  • 32
    https://suwayda24.com/?p=19955 (AR)
  • 33
    منذ عام ٢٠١١، قُتل أكثر من ٦٠٠ ألف شخص في الصراع، أكثر من نصفهم من المدنيين. وقد غادر خمسة ملايين سوري البلاد، في حين نزح ما يقرب من ثمانية ملايين داخليا. وفي حين تتدخل روسيا وتركيا عسكرياً على الأراضي السورية، فإن معظم القوى الأخرى تتدخل من خلال الميليشيات أو من خلال تقديم المساعدات المالية والمادية لمختلف الجماعات المسلحة الناشطة في النزاع. وتدعم إيران النظام السوري بشكل علني، ولا سيما من خلال ضمان دعم ميليشياته، وأهمها حزب الله.
  • 34
    https://npasyria.com/en/65789/ (EN)
  • 35
    https://syrianobserver.com/news/75404/widely-condemned-russian-delegation-enters-town-in-suweida-under-pretext-of-aid.html (EN)
  • 36
    https://suwayda24.com/?p=20325 (AR)
  • 37
    https://www.aljazeera.com/news/2023/5/7/arab-league-agrees-to-bring-syria-back-into-its-fold (ENG)
  • 38
    https://www.usip.org/publications/2023/03/what-you-need-know-about-chinas-saudi-iran-deal (ENG)
  • 39
    https://www.aljazeera.com/news/2023/5/1/syria-agrees-to-curb-drug-trade-in-arab-ministers-meeting (ENG)
  • 40
    https://www.aljazeera.com/news/2023/5/8/sohr-attack-that-killed-drug-trafficker-in-syria-was-by-jordan (ENG)
  • 41
    https://www.newarab.com/news/who-are-syrias-new-opposition-group-10-august-movement (EN)
  • 42
    https://en.majalla.com/node/297431/politics/alawite-protest-movement-emerging-syrias-coastal-areas (EN)
  • 43
    https://alsifr.org/syria-protests (AR)
  • 44
    https://suwayda24.com/?p=21730 (AR) ; https://www.aljazeera.com/news/2023/8/21/strike-protests-in-syrias-sweida-enter-second-day (EN)
  • 45
    https://leilashami.wordpress.com/2023/08/26/revolution-reborn/ (EN)
  • 46
    كان والد فراس، رفعت، قائداً للقوات المسلحة المسؤولة عن مذبحة حماة عام ١٩٨٢، قبل أن يحاول الانقلاب على شقيقه، والد بشار الأسد، عام ١٩٨٤. وبعد نفيه إلى فرنسا، عاد أخيراً إلى سوريا في عام ٢٠٢١ بعد حصوله على تصريح إقامة. عفواً عن ابن أخيه وأدانته المحاكم الفرنسية باختلاس وغسل أموال لصالح النظام السوري. تمت مصادرة جميع أصوله التي تقدر قيمتها بتسعين مليون يورو، بما في ذلك منزلين باريسيين، ومزرعة خيول، وأربعين شقة، و٧٣٠٠ متر مربع من المساحات المكتبية في ليون وقصر.
  • 47
    https://www.youtube.com/watch?v=GmCRl-Hkn94 (AR)
  • 48
    ماهر هو شقيق بشار الأسد والقائد العام للحرس الجمهوري والمخابرات العسكرية للنظام. وهو الرجل الثاني في النظام بعد شقيقه بشار، والمسؤول المباشر عن ميليشيا الشبيحة وتهريب الكبتاجون الذي تنظمه أجهزة المخابرات العسكرية، ولا سيما الفرقة الرابعة المدرعة.
  • 49
    https://youtu.be/IobX1vxHkDY (AR)
  • 50
    https://suwayda24.com/?p=20610 (AR)
  • 51
    https://hawarnews.com/en/haber/developments-in-as-suwayda-to-where-h37625.html (EN)
  • 52
    https://obamawhitehouse.archives.gov/the-press-office/2014/09/23/statement-president-airstrikes-syria (EN)
  • 53
    https://www.armscontrol.org/factsheets/Timeline-of-Syrian-Chemical-Weapons-Activity (EN) ; https://www.opcw.org/media-centre/news/2023/01/opcw-releases-third-report-investigation-and-identification-team (EN)
  • 54
    https://www.kurdistan24.net/en/news/fff9400a-a0b3-4ff4-be05-e18d00a046cf (EN)
  • 55
    https://www.reuters.com/world/middle-east/us-carries-out-air-strikes-against-iran-backed-militia-iraq-syria-2021-06-27/ (EN)
  • 56
    وبحلول عام ٢٠٢٠، سيطرت روسيا على ٧٥ موقعًا في سوريا، منها ٢٣ قاعدة عسكرية و٤٢ نقطة تواجد وعشر نقاط مراقبة. وبينما انتشر ما يقدر بنحو ٦٣ ألف جندي روسي في سوريا بين عامي ٢٠١٥ و٢٠١٨، يبدو أن هذا العدد انخفض عشية الحرب في أوكرانيا إلى عشرين ألفًا. https://daraj.media/108925/ (AR) ; https://www.arab-reform.net/publication/russian-forces-in-syria-and-the-building-of-a-sustainable-military-presence-i/ (EN)
  • 57
    وتقع القواعد العسكرية الروسية الرئيسية في سوريا في طرطوس وحميميم (اللاذقية) ومنذ عام ٢٠١٩ في القامشلي (الحسكة).
  • 58
    https://alsifr.org/syria-protests (AR)
  • 59
    شاهد فيلم “فلسطين الصغيرة” لعبد الله الخطيب https://youtu.be/GbpxMFNuYVY (AR/FR)
  • 60
    قبل عام ٢٠١٣، كان مخيم اليرموك موطناً لأكثر من ١٦٠ ألف لاجئ فلسطيني.
  • 61
    في البداية، حارب مقاتلو حماس نظام الأسد في مخيم اليرموك حتى عام ٢٠١٣، عندما انتقدت حماس بخجل التدخل ضد مخيم اليرموك، قبل أن تحافظ على موقف الحياد، بسبب اعتمادها المالي والعسكري على حزب الله. وتحتفظ حماس أيضًا بمقرها الرئيسي في معقل حزب الله في الضاحية اللبنانية.
  • 62
    https://alsifr.org/syria-protests (AR)
  • 63
    أخيرًا، وتحت ضغط أمريكي، بدأت قوات الدفاع والأمن اتفاق الانسحاب ووقف إطلاق النار، بدافع الخوف من أن خلايا داعش وقوات النظام والميليشيات الموالية لإيران ستستغل الوضع لاستعادة الأرض في المنطقة.
  • 64
    https://www.middleeasteye.net/news/syria-deir-ezzor-sdf-fights-arab-tribes-control (EN)
  • 65
    https://www.fifthestate.org/archive/397-winter-2017/the-legacy-of-omar-aziz/ (EN)
  • 66
    https://www.aljazeera.net/politics/2023/9/21/انتفاضة-السويداء-مستمرة-اتصالات
  • 67
    https://syrianobserver.com/news/85155/american-senator-reaches-out-to-sheikh-al-hijri-in-suweida.html (EN) ; https://www.thenationalnews.com/world/us-news/2023/09/21/us-politicians-speak-to-druze-leader-sheikh-al-hajari-as-anti-assad-protests-continue/ (EN)